وصحيحة معاوية بن عمّار ، عن الصادق عليهالسلام : «إنّ الشيطان ينفخ في دبر الإنسان حتّى يخيّل إليه أنّه خرج منه ريح ، فلا ينقض وضوءه إلّا ريح تسمعها أو تجد ريحها» (١).
ورواية زكريّا بن آدم ، عن الرضا عليهالسلام : «إنّما ينقض الوضوء ثلاث : البول والغائط والريح» (٢).
وليس في طريق هذه الرواية إلّا محمّد بن سهل بن اليسع الذي ذكر في الرجال أنّ له كتابا (٣) ، وهذا يقتضي اعتناء ما بشأنه.
ومع ذلك يروي عنه كثيرا ـ غاية الكثرة ـ أحمد بن محمّد بن عيسى ، الذي كان يخرج عن قم من كان يروي عن غير الثقات والمعتبرين في الرواية (٤) ، فهذا يؤذن بوثاقته أو كونه مقبول الرواية عندهم ، إلى غير ذلك من الروايات.
ومثل الروايتين الأخيرتين ممّا يدلّ على الناقضيّة ، يدلّ على الموجبة ، بضميمة الإجماع في كونه موجبا للوضوء.
ومقتضى الرواية الاولى والثانية ، أنّ الريح لا يكون ناقضا إلّا مع أحد الوصفين من سماع الصوت ، أو وجدان الرائحة.
وربّما احتمل بعض المتأخّرين كون الناقضيّة مشروطة بأحد الوصفين (٥) ،
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٦ الحديث ٣ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٣٤٧ الحديث ١٠١٧ ، الاستبصار : ١ / ٩٠ الحديث ٢٨٩ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٤٦ الحديث ٦٣٣ مع اختلاف يسير.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٦ الحديث ٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ٢٤ الحديث ٤٧ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٠ الحديث ١٨ ، الاستبصار : ١ / ٨٦ الحديث ٢٧٢ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٥٠ الحديث ٦٤٦.
(٣) رجال النجاشي : ٣٦٧ الرقم ٩٩٦.
(٤) جامع الرواة : ١ / ٦٣.
(٥) منهم العاملي في مدارك الأحكام : ١ / ١٤٢.