الذهن إلى ما هو حاضر لديه بالضرورة ، كما هو الحال في الأوامر الواردة بغسل الظروف من النجاسات ، وغسل الثياب والأبدان منها ، وأمثال ذلك.
إذ معلوم أنّ الذهن لا ينصرف إلّا إلى ما هو حاضر لديه ، ولذا في أمثال زماننا في محاوراتنا مع العوام ومحاورات بعضهم مع بعض لا يفهمون من الأمر بالوضوء والتيمّم ، إلّا كونه لأجل الصلاة على طريقة الأمر بغسل الثياب والظروف ، وإن شئت أن تعرف ذلك فامتحن.
سلّمنا عدم الانصراف ، لكن لا نسلّم الانصراف إلى الوجوب النفسي ، سيّما مثل ما ذكر من الوجوب النفسي ، فعلى هذا يتعيّن حمل المطلق على المقيّد ، كما هو من المسلّمات.
سلّمنا ؛ لكن لا نسلّم مقاومة دلالتها مع الأدلّة التي ذكرناها ، سيّما بعد التنبيه إلى ما ذكرنا من الوجوه المتعدّدة ، إذ كلّ واحد يكفي لمنع المقاومة ، بل الدلالة أيضا ، فضلا عن المجموع.
وبسطنا الكلام في المقام في «حاشية المدارك» (١) و «الذخيرة» (٢) ، وشيّدنا فساد هذا المذهب واستحالة تحقّقه في «ملحقات الفوائد الحائريّة» (٣).
ومن العجائب أنّ في «المدارك» استدلّ للقول السخيف بقوله تعالى (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) (٤) الآية ـ بناء على ما ذكرنا سابقا منه ـ أنّ الإرادة تتحقّق قبل الوقت وبعده (٥).
__________________
(١) الحاشية على مدارك الأحكام للوحيد رحمهالله : ١ / ١١ ـ ١٩.
(٢) مخطوط.
(٣) راجع! الفوائد الحائريّة : ٤٠١ الفائدة ١١.
(٤) المائدة (٥) : ٦.
(٥) مدارك الأحكام : ١ / ٩ و ١٠.