انجبرت هذه الرواية بالشهرة ، فإنّ المشهور بين الأصحاب تحريم المسّ عليه.
بل الشيخ ادّعى في «الخلاف» إجماع الفرقة عليه (١) ، وإن نسب إليه في مبسوطه القول بالكراهة (٢) ، إلّا أنّه وجّه الشهيد كلامه : أنّ مراده من الكراهة الحرمة ، ونسب إلى ابن الجنيد القول بالكراهة ، ووجّهه الشهيد بما وجّه كلام «المبسوط» (٣).
وأيضا انجبرت بالقرآن ، كما ستعرف ، مع أنّ الموثّق حجّة ، كما حقّق في محلّه.
ومنها : صحيحة حريز ، عمّن أخبره ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان إسماعيل بن أبي عبد الله عليهالسلام عنده ، فقال : «يا بنيّ! اقرأ المصحف» ، فقال : إنّي لست على وضوء ، فقال : «لا تمسّ الكتاب ومسّ الورق» (٤).
وهذه صحيحة إلى حمّاد ، وهو ممّن أجمعت العصابة (٥) ، مضافا إلى الجوابر الاخر التي عرفت.
ومنها : رواية إبراهيم بن عبد الحميد ـ في القوي ـ عن أبي الحسن عليهالسلام : «المصحف لا تمسّه على غير طهر ، ولا جنبا ، ولا تمسّ خطّه ولا تعلّقه ، إنّ الله تعالى يقول (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (٦)» (٧).
__________________
(١) الخلاف : ١ / ٩٩ المسألة ٤٦.
(٢) نسبه إليه في مدارك الأحكام : ١ / ٢٧٩ ، لاحظ! المبسوط : ١ / ٢٣.
(٣) ذكرى الشيعة : ١ / ٢٦٥.
(٤) تهذيب الأحكام : ١ / ١٢٦ الحديث ٣٤٢ ، الاستبصار : ١ / ١١٣ الحديث ٣٧٦ ، وسائل الشيعة : ١ / ٣٨٣ الحديث ١٠١٣.
(٥) رجال الكشّي : ٢ / ٦٧٣ الرقم ٧٠٥.
(٦) الواقعة (٥٦) : ٧٩.
(٧) تهذيب الأحكام : ١ / ١٢٧ الحديث ٣٤٤ ، الاستبصار : ١ / ١١٣ الحديث ٣٧٨ ، وسائل الشيعة :