والشهيد اقتصر على الطهارة والعجين (١) وفاقا للصدوق رحمهالله (٢).
ثمّ إنّه احتمل في «التذكرة» بقاء الكراهة لو زال السخونة (٣) ، وتبعه جماعة (٤) عملا بظاهر الرواية الثانية ، واستصحابا للحالة السابقة مع المسامحة في دليلها.
ثمّ إنّه لو انحصر الماء فيه حرم التيمم وبطل ووجب الاستعمال ، وتزال الكراهة.
نعم ؛ لو تعسّر تحصيل الغير ، يمكن أن يكون الكراهة باقية ، بل الظاهر البقاء ، لما عرفت مكرّرا من أنّ صرف تمام العمر في المستحبات وترك المكروهات مطلوب الشرع ، وإن كان ذلك حرجا ، بل كلّما كان الحرج أكثر والمشقّة أزيد ، يكون العمل أفضل ، كما لا يخفى.
قوله : (والآجن).
لما رواه الكليني والشيخ بسندهما عن الصادق عليهالسلام في الماء الآجن : «يتوضّأ منه ، إلّا أن تجد ماء غيره فتنزّه منه» (٥).
اعلم! أنّ الآجن هو المتغيّر اللون والطعم على ما في «القاموس» (٦). وبعض أهل اللغة ألحق به تغيّر الريح أيضا (٧) ، لكن الكلّ لا بدّ أن يكون لا من جهة النجس ، فيشمل ما لو كان المتغيّر من قبل نفسه ، ومن أشياء الغير النجسة.
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ١ / ٧٨.
(٢) الهداية : ٦٦.
(٣) تذكرة الفقهاء : ١ / ١٣ المسألة ١.
(٤) ذكرى الشيعة : ١ / ٧٨ ، الجنان : ١٦١.
(٥) الكافي : ٣ / ٤ الحديث ٦ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٤٠٨ الحديث ١٢٨٦ ، وسائل الشيعة : ١ / ١٣٨ الحديث ٣٣٧.
(٦) القاموس المحيط : ٤ / ١٩٦.
(٧) جمهرة اللغة : ٣ / ٢٢٨.