أحاط به الشعر فليس للعباد أن يغسلوه ولا يبحثوا عنه ولكن يجري عليه الماء» (١). إلى غير ذلك.
وفي «كشف الغمّة» فيما كتب الكاظم عليهالسلام إلى علي بن يقطين ـ اتّقاء له عن السلطان في وضوئه ـ اغسل : «وجهك ثلاثا وخلّل شعر لحيتك». إلى آخره ، ثمّ كتب إليه : «توضّأ كما أمر الله تعالى ؛ اغسل وجهك مرّة فريضة واخرى إسباغا». إلى آخر ما قال ، وكلّها على وفق الحقّ ومذهب الشيعة ، ثمّ قال : «قد زال ما كنّا نخاف عليك» (٢).
ولم يذكر في المرّة الثانية تخليل اللحية ، ولم يتعرّض لها أصلا ، وهذا ينادي بكونه من شعار العامّة يعرفون به ، ويميّزون به عن الشيعة ، كما هو الآن كذلك ، بل في جميع الأعصار والأمصار ترى العامة مصرّين فيه لا يرفعون اليد عنه.
وعلم أيضا أنّه ليس ممّا أمر الله به أصلا لا وجوبا ولا استحبابا ، إذ في المرتبة الثانية التي كتب إليه : «توضّأ كما أمر الله تعالى» ذكر المستحبات أيضا مع الواجبات ، ومنها المرّة الثانية للإسباغ ، كما ستعرف.
وممّا ذكر ـ وغيره أيضا ـ نفى المحقّق في «المعتبر» ، والعلّامة في «المنتهى» وغيرهما في غيرهما استحباب التخليل في اللحية الخفيفة فضلا عن الكثيفة (٣). فلا شكّ في أنّ الاحتياط في الترك ، بل الأقرب أيضا.
وإن نسب إلى ابن الجنيد والمرتضى القول بالوجوب في اللحية الخفيفة (٤) ، لما
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٣٦٤ الحديث ١١٠٦ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٧٦ الحديث ١٢٦٤.
(٢) كشف الغمّة : ٢ / ٢٢٦ و ٢٢٧ مع اختلاف.
(٣) المعتبر : ١ / ١٤٢ ، منتهى المطلب : ٢ / ٢٤ ، ذكرى الشيعة : ٢ / ١٢٤ ، لاحظ! مفتاح الكرامة : ٢ / ٣٨٦ ـ ٣٩٢.
(٤) نسب إليهما العلّامة في مختلف الشيعة : ١ / ٢٨٠ و ٢٨١.