وفي «كشف الغمّة» : عن الكاظم عليهالسلام أنّه كتب إلى علي بن يقطين : «تمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا» (١) .. إلى آخر الحديث ، فلاحظ.
قال في «المنتهى» : المضمضة : إدارة الماء في الفم ، والاستنشاق : اجتذابه في الأنف ، ويستحب إدارة الماء في جميع الفم للمبالغة ، وكذا في الأنف (٢).
وقال الشهيد الثاني : وكيفيّتها أن يبدأ بالمضمضة ثلاثا بثلاث أكف من ماء على الأفضل ، ولو فعل الثلاث بكفّ واحد أجزأه ، ويدير الماء في فيه إلى أقصى الحنك ووجهي الأسنان واللثتين ممرّا مسبحته وإبهامه لإزالة ما هناك من الأذى ، ثمّ يستنشق الماء ثلاثا كذلك ، أي بثلاث أكفّ ، وإن كان بكفّ واحد أجزأه ، ويجذب الماء بخياشيمه إن لم يكن صائما ، والأفضل مجّ الماء ، ولو ابتلعه جاز ، وليكونا باليمين. ولو فعلهما على غير هذا الوجه تأدّت السنّة ، وإن كان أدون فضلا ، ويشترط تقديم المضمضة ، ولو عكس صحّت المضمضة خاصّة فيعيد الاستنشاق بعدها.
وجوّز العلّامة في «النهاية» الجمع بينهما بأن يتمضمض مرّة ثمّ يستنشق مرّة وهكذا ثلاثا ، سواء كان الجمع بغرفة أو بغرفتين أو أزيد ، وإن كان الأوّل أفضل (٣) ، انتهى.
وما ذكره رحمهالله بعضه صريح النص ، وبعضه ظاهر ، وبعضه مأخوذ من رواية العامّة ، مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بالغ في الاستنشاق إلّا أن تكون صائما» (٤).
__________________
البلاغة : ٥٤٣ مختصرا.
(١) كشف الغمّة : ٢ / ٢٢٦.
(٢) منتهى المطلب : ١ / ٣٠٥.
(٣) روض الجنان : ٤٢ ، نهاية الإحكام : ١ / ٥٦.
(٤) سنن أبي داود : ١ / ٣٦ الحديث ١٤٢ ، سنن ابن ماجة : ١ / ١٤٢ الحديث ٤٠٧.