المضمضة والاستنشاق؟ فقال : «هما من الوضوء فإن نسيتهما فلا تعد» (١).
وكذلك الحال في رواية زرارة عن الباقر عليهالسلام : «المضمضة والاستنشاق ليسا من الوضوء» (٢) ، لأنّه بعينه روى الرواية السابقة عن الباقر عليهالسلام ، وقد عرفت أنّ ظاهر هما عدم كونهما من واجبات الوضوء.
وبالجملة : لا تأمّل في استحبابه بعد الفتاوى والإجماع المنقول ، بل كون ذلك طريقة الشيعة في الأعصار والأمصار مع كثرة الأخبار ، وورود الدعاء الموظّف لهما في الأخبار (٣) واشتهاره بين الشيعة ، وظهور المراد من الأخبار المعارضة.
ثمّ اعلم! أنّه يستحب تثليث كلّ واحد منهما باتّفاق الأصحاب ، بل ادّعى ابن زهرة الإجماع على ذلك (٤).
ويدلّ عليه ما ورد في «الكافي» فيمن نسي الاستياك أنّه : «يستاك ثمّ يتمضمض ثلاث مرّات» (٥) ، وهي رواية معلّى بن خنيس السابقة (٦).
ويدلّ عليه ما كتب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى أهل مصر مع محمّد بن أبي بكر ، وهذا مذكور في «نهج البلاغة» ، وصريح في كون كلّ من المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّات (٧).
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٧٨ الحديث ٢٠٠ ، الاستبصار : ١ / ٦٧ الحديث ٢٠٠ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٣١ الحديث ١١٢٧.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٧٨ الحديث ١٩٩ ، الاستبصار : ١ / ٦٦ الحديث ١٩٩ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٣١ الحديث ١١٢٨.
(٣) مصباح المتهجد : ٨ ، لاحظ! وسائل الشيعة : ١ / ٤٠١ الباب ١٦ من أبواب الوضوء.
(٤) غنية النزوع : ٦٠ و ٦١.
(٥) المحاسن : ٢ / ٣٨١ الحديث ٢٣٤٢ ، الكافي : ٣ / ٢٣ الحديث ٦ ، وسائل الشيعة : ٢ / ١٨ الحديث ١٣٥٠.
(٦) راجع! الصفحة : ٤٤٩ من هذا الكتاب.
(٧) نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة : ٤ / ١١٩ ، تنبيه : أورد السيّد الرضي رحمهالله هذا الكتاب في نهج