ومن ظاهر الخبر استظهر بعض المتأخّرين استحباب إعادة الوضوء والصلاة لمن ترك التسمية على وضوئه (١) ، فتأمّل!
وحمل الشيخ على أنّ المراد بالتسمية النيّة (٢) بعيد.
وحمل كلام الشيخ بعض محدّثي المتأخّرين على أنّ المراد بالنيّة هو (٣) إخطار العمل بالبال الله تعالى ، لئلّا يصدر على الغفلة (٤).
ولا يبعد أن يصدق عليه التسمية ، لتضمّنه اسم الله سبحانه ، وهذا أيضا بعيد.
واعلم! أنّ المراد من التسمية قول : «بسم الله» ، أو (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقط ، أو مع دعاء آخر ، ويمكن أن يكون المراد أعم من ذلك ، أي : ذكر اسم الله تعالى بأيّ نحو ، وبأيّ اسم منه تعالى. والأوّل أظهر ، بل هو الظاهر.
ولو نسي التسمية قال في «الذكرى» : الأقرب التدارك في الأثناء ، إذ لا يسقط الميسور بالمعسور ، وكما في الأكل (٥) ، وفيهما تأمّل سيّما الثاني.
والأحوط التمسّك بالإطلاق ، كما ذكرنا ، وأنّ الكون في اوّل مستحبات الوضوء ـ كما في رواية زرارة (٦) ، وأمثالها ـ أو أوّل واجباته ـ كما في الوضوء البياني ـ أفضل ، والجمع بينهما أفضل وأكمل.
فعلى ما ذكرنا لو تركها عمدا في الابتدائين ، استحب الإتيان بها في أيّ موضع كان ، للإطلاق.
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ٢ / ١٧٤ ، الحدائق الناضرة : ٢ / ١٥٢.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٣٥٨ ذيل الحديث ١٠٧٥ ، الاستبصار : ١ / ٦٨ ذيل الحديث ٢٠٦.
(٣) لم ترد في (ز ١ ، ٣) و (ود ١ ، ٢) و (ف ، ط) : هو.
(٤) منهم الفيض الكاشاني في الوافي : ٦ / ٣٢٩.
(٥) ذكرى الشيعة : ٢ / ١٧٤.
(٦) تهذيب الأحكام : ١ / ٧٦ الحديث ١٩٢ ، وسائل الشيعة : ١ / ٤٢٣ الحديث ١١٠٥.