أنّه يفعل لوجوبه ، أو أنّه لا بدّ من الجمع بينهما ، كما فعله في «الدروس» في نيّة الصلاة (١).
ومنهم من أوجب الفعل لوجوبه أو ندبه ، أو لوجه وجوبه أو وجه ندبه (٢). وربّما كان خلاف آخر يذكر في موضع آخر.
إذا عرفت هذا ؛ فاعلم! أنّ القدر الذي ثبت ممّا مرّ وجوب قصد الامتثال والإخلاص ، ومعلوم أنّهما لا يحصلان إلّا بقصد الفعل الذي أراده الله تعالى ، حتّى يعدّ ممتثلا آتيا بما امر به ، مخلصا للعبادة فيه.
فالثابت منه ثلاثة امور : قصد التعيين ، والامتثال ، والإخلاص ، فصحّة قصد القربة بهذا المعنى لا غبار فيه.
وأمّا بالمعنى الآخر ؛ وهو نيل الثواب أو دفع العقاب ، ففيه كلام ، بل الشهيد في قواعده نسب إلى الأصحاب القول بعدم الصحّة ، وبطلان العبادة بها (٣).
وبه قطع السيّد ابن طاوس ، ونظرهم إلى أنّ ذلك ينافي كون العبادة خالصة لله تعالى ، بل عند الحقيقة يعبد المكلّف نفسه (٤).
لكن الظاهر من الآيات والروايات صحّتها ، مثل قوله تعالى (وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) (٥) ، وغيرها (٦) ، وقوله عليهالسلام : «من بلغه شيء من الثواب» (٧) ،
__________________
(١) الدروس الشرعيّة : ١ / ١٦٦.
(٢) جامع المقاصد : ١ / ٢٠٠ و ٢٠١.
(٣) القواعد والفوائد : ١ / ٧٧.
(٤) نقل عنه العاملي في مدارك الأحكام : ١ / ١٨٧.
(٥) الأنبياء (٢١) : ٩٠.
(٦) مثل قوله تعالى (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) السجدة (٣٢) : ١٦.
(٧) ثواب الأعمال : ١٦٠ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ١ / ٨٠ الحديث ١٨٢.