الحديث ، وغيره من الأخبار التي رغّب الأئمّة عليهمالسلام المكلّفين في عبادة ، بأن قالوا : من فعلها أعطاه الله كذا وكذا من الأجر (١) ، على وجه يحصل القطع برضاهم بفعلها رغبة في ذلك الثواب.
وكذلك الحال في زجرهم بالتهديدات والتخويفات في ترك الواجبات ، إذ كيف يبقى تأمّل في أنّ زجرهم بها ليس إلّا لحصول الخوف لهم من هذه العقابات ويصير سببا لعدم تركهم الواجبات؟ كما ورد في ترك الصلاة والزكاة (٢) وغيرهما.
وكذلك الآيات القرآنيّة ، مثل قوله تعالى (جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٣) و (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤) ، (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (٥) ، بعد ما قال (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) (٦). إلى غير ذلك ممّا لا يحصى.
بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والحدود والتعزيرات في ترك الواجبات ، مثلها في فعل المحرّمات.
بل في كثير من الأخبار جعلوا المنافع الدنيويّة داعية إلى فعل عبادة ، ومضارّها سببا لعدم ترك واجب (٧).
وصرّحوا بذلك كيلا يتركوا الواجب لذلك ، بل نقول : أصل العبادة لله تعالى
__________________
(١) راجع! وسائل الشيعة : ١ / ٨٠ الباب ١٨ من أبواب مقدّمة العبادات.
(٢) وسائل الشيعة : ٤ / ٤١ الباب ١١ من أبواب أعداد الفرائض ، ٩ / ٣١ الباب ٤ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(٣) التوبة (٩) : ٨٢ و ٩٥.
(٤) الروم (٣٠) : ٤١.
(٥) البقرة (٢) : ٦٦.
(٦) البقرة (٢) : ٦٥.
(٧) وسائل الشيعة : ١ / ٥٩ الباب ٨ ، ٦٢ الباب ٩ من أبواب مقدّمات العبادات.