وهو مضمون رواية زرارة التي أفتى به قطعا ، فلعلّه رحمهالله يعتقد أنّ النوم الوارد في الروايتين ليس مذهبا للعقل.
بل لا يخفى ذلك على المتأمّل ؛ لأنّه رحمهالله بعد رواية زرارة بلا فصل قال : ولا ينقض الوضوء ما سوى ذلك من القيء. إلى آخر ما قال (١) ، وذكر امورا كثيرة لا تنقض الوضوء من جهة الأحاديث التي أوردها. وذكر في جملة الامور المذكورة وأحاديثها هاتين الروايتين ، وذكر بعدهما أيضا أخبارا دالّة على عدم ناقضيّة القبلة ومسّ الفرج وأمثالهما ممّا لا تنقض الوضوء عند الإماميّة ، كما صرّح به هو أيضا في أماليّه ، كما عرفت.
بل الشيخ رحمهالله أيضا ذكر الروايتين ، وحملهما على نوم لا يغلب العقل (٢) ؛ وفي «الذخيرة» نفى عنه البعد ؛ لأنّه الغالب في حال القعود (٣).
واستشهد الشيخ لحمله برواية أبي الصباح الكناني ، عن الصادق عليهالسلام : الرجل يخفق في الصلاة؟ فقال : «إن كان لا يحفظ حدثا منه إن كان فعليه الوضوء» (٤).
وغير خفي أنّ رواية سماعة أيضا ليس فيها إلّا خفق الرأس (٥) ، وهو النعاس ظاهرا ، فهي أيضا شاهدة على ما ذكر.
لكن حمل المرسلة (٦) على التقيّة أقرب ، لكون ما فيها بخصوصه مذهبا للعامّة.
__________________
(١) مرّ آنفا.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٧ ذيل الحديث ٧ ، الاستبصار : ١ / ٨٠ ذيل الحديث ٢٤٩.
(٣) ذخيرة المعاد : ١٤.
(٤) تهذيب الأحكام : ١ / ٧ الحديث ٨ ، وسائل الشيعة : ١ / ٢٥٣ الحديث ٦٥٦ مع اختلاف يسير.
(٥) وسائل الشيعة : ١ / ٢٥٥ الحديث ٦٦٢.
(٦) وسائل الشيعة : ١ / ٢٥٤ الحديث ٦٦١.