تريدين لا دنيا ولا آخرة فعليك بي. قالت : إعقدها للحسين بن علي عليهالسلام ؛ فعقدها أبو الدرداء للحسين عليهالسلام ، وبذل لها الحسين أموالاً جزيرة ، وأفرغ لها داراً وأعزّها وأكرمها ، ولم يصل إليها ولم يدخل بها ، وأمّا عبد الله بن سلام فإنّ معاوية تركه وقكع عنه روافده لسوء قوله فيه ، وأسقط ما في يديه ، فرجع الى المدينه وقد بلغه ما فعل الحسين عليهالسلام سرَّ سروراً عظيما ، حيث انها لم تصل الى ليزيد ابن معاوية فصادف الحسين عليهالسلام في الطريق فسلّم عليه وقبل يده ، فقال له الحسين عليهالسلام : يا عبد الله ما فعل بك معاوية؟ قال : سيدي ما لا خفاء به عليك. فقال له الحسين : ألك حاجة عند اُرينب؟ قال : نعم ، أودعت عندها حُقاً ، وفيه شئ من الدر ، سيدي أسألها لعلها ترده عليَّ ،. وكان يظن أنّها تجحده لطلاقها من غير سبب كان منها له ، فقال له الحسين عليهالسلام : امض بنا إليها ، فمضى عبد الله يمشي خلف الحسين عليهالسلام ، حتى وافيا المنزل فصاح الحسين عليهالسلام : ربة الخدر أرسلي عليك جلبابك ؛ فأرسلت عليها جلبابها ثم سألها الحسين عليهالسلام عن الحق ، قالت : نعم هو عندي ولا أعلم بما فيه ، وانه مختوم بخاتمه. ثم قامت ودخلت الحجرة وجاءت بالحق فوضعته بين يدي الحسين عليهالسلام ، فلما نظر اليه عبدالله والى ختمه على حالته بكى ، فقال له الحسين : مم بكاؤك؟ قال : سيدي لحسن وفائها وأنّها لم تخنّي بشيء قط منذ كانت عندي ، وأبكي أسفاً على ما ابتليت به. فقال له الحسين عليهالسلام : أتحب؟أن ترجع إليها؟ فسكت عبد الله ؛ فقال الحسين عليهالسلام : أشهد الله أنّها طالق ثلاثاً ، اللّهمّ إنك تعلم أنّي لم استنكحها رغبة في مالها ولا في جمالها ولكنّي أردت احلالها لبعلها.
قال الراوي : ولم يأخذ الحسين عليهالسلام مما ساق لها من مهرها قليلاً ولا كثيراً ، وكان عبدالله سأل ارينب التعويض على الحسين عليهالسلام ، فأجابته إلى ذلك شكراً لما صنعه ، فلم يقبل الحسين عليهالسلام وقال : الذي أرجو عليه الثواب خير لي منه ؛ فلمّا