محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يقتل هنا عطشاناً ، فنحن لا نشرب من هذه المشرعة ؛ فبكى إسماعيل وسألها عن قاتله ، قالت : هو لعين أهل السماوات والأرض ، فقال إسماعيل : اللّهمّ العن قاتل الحسين عليهالسلام (١).
وروي أنّ سليمان كان يجلس على بساطه ويسير به في الهواء ، فمرّ ذات يوم بأرض كربلاء ، فأدار الريح بساطه ثلاث دورات حتى خاف سليمان السقوط ثم سكنت الريح ، فنزل البساط في أرض كربلاء ، فقال سليمان للريح : لم سكنتي؟ فقالت : إنّ هنا يقتل الحسين عليهالسلام ، قال : ومن يكون الحسين؟ قالت : هو سبط محمد خاتم الأنبياء فبكى سليمان ، ولعن قاتله ، فهبت الريح وسار البساط (٢).
وروي أنّ عيسى عليهالسلام كان سائحاً في البراري ومعه الحواريون ، فمرّوا بكربلاء ، فرأوا أسداً كاسراً قد أخذ الطريق ، فتقدم عيسى إلى الأسد وقال له : لم جلست في هذا الطريق ولا تدعنا نمرّ فيه؟ فنطق الأسد بكلام فصيح وقال : إني لا أدعكم تمرّون حتى تلعنوا يزيد بن معاوية قاتل الحسين؟ [فقال عيسى عليهالسلام ومن يكون الحسين؟] قال : هو سبط محمّد النبي الأُمي ، فبكى عيسى ومن معه ، ثم قال : ومن يقتله قال : لعين أهل السماوات والأرض ، فلعنه عيسى ولعنه الحواريون ، فتنحى الأسد عن طريقهم فساروا لقصدهم (٣).
فالحسين عليهالسلام بكاه آدم وجميع الأنبياء عليهمالسلام ، وهو إذ ذاك بساق العرش ، وأمّا بعد ولادته بكاه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبوه علي وأُمّه فاطمة عليهماالسلام ، وأما بعد قتله
_________________
(١) بحار الأنوار : ٤٤ : ٢٤٣ / ٤٠ ـ باب (٣٠).
(٢) بحار الأنوار : ٤٤ : ٢٤٤ / ٤٢ ـ باب (٣٠).
(٣) بحار الأنوار : ٤٤ : ٢٤٤ / ٤٣ ـ باب (٣٠).