وروى المفيد رحمه الله قال : لمّا بلغ الحسين الحاجر (١) من بطن الرمة (٢) ، بعث قيس بن مصهر الصيداوي (٣) ، وقيل : بعث أخاه من الرضاعة عبدالله بن يقطر (٤) وكتب معه كتاباً يقول فيه :
«من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى إخوته المؤمنين ،
سلام عليكم
أمّا بعد .. فإن كتاب مسلم بن عقيل قد جائني يخبر فيه بحسن رأيكم ، واجماع ملّتكم على نصرنا ، والطلب بحقّنا ، فسئلت الله أن يحسن لنا الصنع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة ، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدّوا ، فإنّي قادم عليكم في أيامي هذه والسلام»
ويروى أنّه كتب كتاباً غير هذا إلى أشراف أهل الكوفة ممن كان يظن أنه على رأيه ، فكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن علي بن أبي طالب ...
__________________
(١) بحاء مهملة وجيم وراء مهملة اسم مكان.
(٢) الرمة بضم الراء المهملة وتشديد الميم وقد تختلف قاع عظيم بنجد.
(٣) أحد بني الصيداء وهي قبيلة من بني أسد وإيّاهم عنى الشاعر :
يا بني الصيداء ردّوا فرسي |
|
إنّما يفعل هذا بالذليل |
وقال علماء السير : كان قيس رجلاً شريفاً شجاعاً مخلصاً في محبة أهل البيت عليهمالسلام.
(٤) روى عزالدين الجزري في أسد الغابة والعسقلاني في الإصابة كان عبدالله بن يقطر صحابياً لأنّه لدة الحسين واللدة الذي ولد مع الإنسان في زمان واحد لأنّ يقطر كان خادماً عند رسول الله وكانت زوجته ميمونة في بيت أمير المؤمنين عليهالسلام فولدت عبدالله قبل ولادة الحسين بثلاثة أيام وكانت حاضنة للحسين عليهالسلام.