قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ثمرات الأعواد [ ج ١ ]

ثمرات الأعواد [ ج ١ ]

118/283
*

وأخذ بزمام ناقته التي ركبها ، وقال له : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال : بلى ، قال : إذاً فما حداك على الخروج عاجلاً؟ فقال له : يا أخي أتاني رسول الله بعد ما فارقتك وقال لي : يا حسين اُخرج قد شاء الله أن يراك قتيلاً ، فقال ابن الحنفية : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أخي إذاً فما معنى حملك هذه النسوة وأنت تخرج على مثل هذه الحالة والصفة؟ قال له : أخي قد شاء الله أن يراهنّ سبايا على اقتاب المطايا» (١).

أخي إن الله شاء بأن يرى

جسمي بفيض دم الوريد مخضّبا

ويرى النساء على الجمال حواسراً

أسرى وزين العابدين سليبا

فاكفف فقد خطّ القضاء بأنني

أمسي بعرصة كربلاء غريبا

وفي رواية أخرى قال له : «أخي اناشدك الله أن لا تسير إلى قوم غدروا بأبيك سابقاً ، وغدروا بأخيك لاحقاً ، وأبقوا عدوّكم ، فأقم في حرم جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلا فارجع إلى حرم الله ، فإن لك فيها أعواناً كثيرة ، فقال له : «لابدّ من المسير الى العراق» ، فقال له محمد إنه ليفجعني ذلك ، ثم بكى وقال : والله يا أخي لا أقدر ان أقبض على قائم سيفي ولا أقدر على حمل رمحي ، ثم لا فرحت بعدك أبداً». ثم ودّعه وسار الحسين عليه‌السلام.

قال الراوي : وعند خرجه من مكة لقيه رجل من أهل الكوفة يكنّى أبا هرة الأزدي ، فسلّم عليه ثم قال له : يا بن رسول الله من الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال له عليه‌السلام : «ويحك يا أبا هرة إن بني امية أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وايم الله ان تقتلني الفئة الباغية ، وليلبسنّهم الله ذلاً شاملاً ، ويرسل عليهم سيفاً قاطعاً ، وليسلّطنّ عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ أذ ملكتهم إمرأة فحكمت في

__________________

(١) الملهوف للسيد ابن طاووس رحمه الله : ١٢٧.