وأخرجت من أُدخل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده ممّن كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أخرجه ، وأدخلت من أُخرج بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ممّن كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أدخله (١) ، وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنّة (٢) ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها (٣) ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها (٤) ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم (٥) ، ورددت سبايا فارس وسائر الأُمم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله .. إذن لتفرّقوا عنّي (٦).
وقد أعلن الأئمّة من آل البيت أنهم كانوا يتبعون النصوص ولا يرتضون الرأي ..
فعن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال لجابر : والله يا جابر لو كنّا نُفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نُفتيهم بآثار من رسول الله صلىاللهعليهوآله وأُصول علم عندنا ، نتوارثها كابراً عن كابر ، نَكنِزُها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم (٧).
__________________
(١) يحتمل أن يكون المراد إشارة إلى الصحابة المخالفين الذين أُخرجوا بعد رسول الله من المسجد في حين كانوا مقرّبين عند النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكذا إنّه عليهالسلام يخرج من أخرجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كالحكم بن العاص وغيره.
(٢) ينظر عليهالسلام إلى الاجتهادات المخالفة للقرآن وما قالوه في الطلاق ثلاثاً.
(٣) أي من أجناسها التسعة ، وهي : الدنانير والدراهم والحنطة والشعير والتمر والزبيب والإبل والغنم والبقر.
(٤) وذلك لمخالفتهم هذه الأحكام. وقد أوضّحنا حكم الوضوء منه في كتابنا (وضوء النبيّ) فراجع ، نأمل أن نوفّق في الكتابة عن الغسل والصلاة وغيرها من الأحكام الشرعية التي أشار الإمام علي بن أبي طالب إلى التحريف والابتداع فيها إنّ شاء الله تعالى.
(٥) وهم الذين أجلاهم عمر عن مواطنهم.
(٦) الكافي ٨ : ٥٨ ، الروضة ح ٢١.
(٧) بصائر الدرجات : ٣٠٠ ح ٤ والنص عنه ، و ٢٩٩ ح ١.