والمنافقين.
هذا وقد أجاب العلاّمة الطباطبائي في (الميزان)
عمّا قاله بعض المفسّرين من أنّ الشجرة الملعونة في القرآن تعني شجرة الزقّوم التي
قال عنها الباري جلّ شأنه : (أَذلِكَ خَيْرٌ
نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً
لِّلظَّالِمِينَ)
، بأنّ هذا الاحتمال
بعيد جدّاً لأنّه جلّ شأنه لم يلعنها في موضع من القرآن الكريم ، ولو كان مجردّ كونها
شجرةً تخرج من أصل الجحيم سبباً موجباً للعنها في القرآن الكريم لكانت النار وما أعدّ
الله فيها من العذاب ملعونة وهذا ما لم يَقُله أحد ، ولكان ملائكةُ العذاب ـ الذين
قال عنهم جل شأنه : (وَمَا جَعَلْنَا
أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
ـ ملعونين ، في حين نراه
سبحانه قد أثنى عليهم بقوله : (عَلَيْهَا
مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ)
.
ولو صحّ هذا الاحتمال لكانت أيدي المؤمنين
ملعونة كذلك ؛ لقوله : (قَاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ)
.
ومثله حال بقية المعاذير التي ذكرها مفسروا
أهل السنة والجماعة للتخلّص من كيفية صحّة لعن الشجرة ، ومحاولتهم صرف الآية الكريمة
عن لعن شجرة بني أميّة .
وإنكّ لو تدبّرتَ في تفسير قوله تعالى :
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً
__________________