عليه في مرويات ائمتهم الموجودة عندهم ، وهذا لو جمع إلى سيرة المتشرعة من الشيعة في كل الازمان والاصقاع في «حيّ على خير العمل» وأنّ المعنيَّ به عندهم الولاية لوقفت على حقيقة أخرى لم تنكشف لك من ذي قبل (٤). وممّا يستأنس به لذلك أذان الشيعة بحلب سنة ٣٦٧ هـ حيث إنّهم كانوا يقولون في أذانهم «حيّ على خير العمل محمّد وعليّ خير البشر» ، وكذلك في أذانهم باليمامة سنة ٣٩٤ هـ ، ففيه «يقولون في الإقامة : محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل».
ومن هذا الباب ما ذُكر من أنّ الحسين بن عليّ بن محمّد ... بن علي بن أبي طالب ـ المعروف بابن شكنبة ـ كان أوّل من جهر في الأذان بـ «محمّد وعليّ خير البشر» في زمن سيف الدولة الحمداني سنة ٣٤٧ هـ ، ولا يخفى عليك بأنّ هذا المؤذّن والحمدانيين شيعة اثنا عشرية ، وقد عرفت بأنّ الأذان بذلك في حلب كان قبل هذا التاريخ.
ويضاف إليه ما قلناه قبل قليل من أن الشيعة الاثني عشرية (القطعية) أذنوا في بغداد (٢٩٠ ـ ٣٥٦ هـ) بـ «أشهد أن عليّاً ولي الله» ، وأعلوا هذا الإعلان على الماذن في القرن الثامن في القطيف كذلك ، وغير ذلك من النصوص ، فكلها تؤكد التفسيرية التي كان يبوح بها الشيعة أيّام قوتهم ، وأنّ كلّ ما كانوا يقولونه مأخوذ من كلمات رسول الله صلىاللهعليهوآله وأئمّة أهل البيت : وأنّ ذلك كله تفسير وتوضيح للحيعلة الثالثة (١) التي حذفها عمر وسار على نهجه الحذفيّ أتباعُهُ. ولذلك عظم على الرافضة!! وأهل التشيع حذف الحيعلة الثالثة من الأذان في سنة ٣٦٩ هـ من قبل نور الدين عم صلاح الدين الأيوبي.
__________________
(١) سنفصل هذا الأمر بإذن الله تعالى في الباب الثالث من هذه الدراسة «أشهد أن عليّاً ولي الله بين الشرعية والابتداع».
(٢) وقد تكون الشهادة الثالثة هي تفسير للشهادة الثانية كذلك وهذا ما سنوضحه لاحقاً في الباب الثالث «أشهد أن عليّاً ولي الله بين الشرعية والابتداع».