* قال
ابن خزيمة في صحيحه في باب «ذكر الدليل على أنّ بدء الأذان إنّما كان بعد هجرة
النبيّ إلى المدينة ، وأنّ صلاته بمكّة إنّما كانت من غير نداء لها ولا إقامة» : «قال
أبو بكر ، في خبر عبدالله بن زيد : كان رسول الله حين قَدِمَ المدينة إنّما يجتمع
الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة» .
وهذا الرأي يشير إلى أن الأذان شُرّع بالمدينة
وإن كانت الصلاة قد شُرّعت بمكّة :
قال ابن المنذر : هو [صلىاللهعليهوآله] كان يصلّي بغير أذان
منذ فُرضت الصلاة بمكّة إلى أن هاجر إلى المدينة وإلى أن وقع التشاور .
لكن السيوطي في الدرّ المنثور ـ ضمن تفسير
قوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا
إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً)
ـ روى عن عائشة أنّها قالت : ما أرى هذه الآية نزلت إلاّ في المؤذّنين .
وهذه الآية مكّيّة .
ثمّ علّق الحلبي في سيرته على هذا بقوله
: والأذان إنّما شُرّع في المدينة فهي ممّا تأخّر حكمه عن نزوله .
وقد سئل الحافظ السيوطي : هل ورد أن بلالاً
أو غيره أذّن بمكّة قبل الهجرة؟ فأجاب بقوله : ورد ذلك بأسانيد ضعيفة لا يُعتمد عليها
، والمشهور الذي صحّحه أكثر العلماء ودلّت عليه الأحاديث الصحيحة أن الأذان شُرّع بعد
الهجرة وأنّه لم
__________________