الأذان (١).
وفي الاعتصام بحبل الله : وروى الإمام السروجي عن شرح الهداية للحنفية أحاديث «حيّ على خير العمل» بطرق كثيرة (٢).
وبعد هذا اتضح سقم ما انفرد به أهل السنة والجماعة من القول بكراهة الإتيان بحيّ على خير العمل في الأذان (٣) ؛ لأنّ فعل ابن عمر وإن قلنا بعدم دوامه فهو بيان لجواز الإتيان بها ، وفعل أبي أمامة بن سهل بن حنيف يؤكد جزئيتها وأنّها كانت على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله وكذا تأذين الإمام عليّ وعليّ بن الحسين ، فهو دليل على مشروعية هذا الفصل ، ويضاف إليها أقوال العلماء فإنّها تدل في أقل التقادير على عدم حرمة الإتيان بها.
ففي كتاب «الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر» على هامش يواقيت الجواهر للشعراني ، التصريح بعدم الكراهية ، قال فيه [أي الشيخ الأكبر في الفتوحات المكية] : ما عرفتُ مستند مَن كره قول المؤذن «حيّ على خير العمل» فإنّه روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بها يوم حفر الخندق ...
وحكى الشيخ فخر الدين البلتستاني عن صاحب (حاشية منهية) من علماء الهند : إنّ ابن تيمية زعم في منهاجه على بدعة «حيّ على خير العمل» في الأذان ، فهذا تشدّد منه نحن لا نوافق معه في ذلك (٤).
وقال مهمّش مراتب الإجماع ما هذا نصه : فلا يكون هذا ـ حيّ على خير
__________________
(١) الروض النضير ١ : ٥٤٢.
(٢) الاعتصام ١ : ٣١١.
(٣) انظر المجموع للنووي ٣ : ٩٨.
(٤) حاشية منهية : ٢. انظر : كلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ٤ : ١٦٥.