ويتلخص إشكال أهل السنة والجماعة في
ثلاث نقاط :
إشكالهم
الأوّل : ادّعاء أنَّ مصادرهم الحديثيّة
المعتبرة قد خلت من الروايات التي تؤكّد ثبوت «حيّ على خير العمل» في الأذان ، وأنّ
السنن الكبرى للبيهقيّ ، ومصنّف ابن أبي شيبة ـ اللَّذين ضمّا بين طيّاتهما مثل تلك
الروايات ـ ليسا من الكتب الرئيسيّة التسعة ، إذ هما من المصادر الثانويّة ، لذا فهم
لا يقولون بشرعيّة «حيّ على خير العمل» لأنّ صحيحي البخاريّ ومسلم لم يذكرا روايات
تؤيّد ذلك!
إشكالهم
الثاني : ادعاء أنّ رواة تلك الروايات المثبِتة
لـ «حيّ على خير العمل» هم من الضعفاء ، فتكون الروايات غير معتبرة من ناحية السند.
إشكالهم
الثالث : إمكان القول بأنَّ عمل رسول الله هو الحجّة
علينا لا عمل الصحابة ، فلا حجّيّة في التزام ابن عمر الإتيانَ بـ «حيّ على خير العمل»
في أذانه ، لأنّ المسلم مكلّف باتّباع رسول الله لا غيره!
هذه هي جملة إشكالاتهم
أمّا
ما يخصّ إشكالهم الأوّل ـ من أنّ صحاحهم وسننهم
المعتبرة لم تذكر روايات تؤيّد شرعيّة «حيّ على خير العمل» وعلى الأخصّ فيما تمّ تدوينه
في كتابي الشيخين البخاريّ ومسلم ـ فقد أجاب أحد الزيديّة عليه إجابة نقضيّة بقوله
:
«وقالوا إن صحّت في الأذان الأوّل فهي منسوخة
بالأذان الثاني ، لعدم ذكره فيها.
وردّ هذا : بأنّه لا يلزم من عدم ذكره في
الصحيحين عدم صحّته ، وليس كلّ السنّة الصحيحة في الصحيحين ، وبأنّه لو كان منسوخاً
لما خفي على عليّ بن أبي طالب وأولاده كما