مقتل عمّار بن ياسر ـ
لمّا تناقل الجندُ كلامَ رسول الله «تقتلك الفئة الباغية» ـ بأن الإمام عليّ بن أبي
طالب هو القاتل له حيث أخرجه وزجّ به في المعركة ، ولما سمع الإمام عليّ بن أبي طالب
بهذه المقالة قال ما مفاده : وعلى هذا الكلام يكون رسول الله هو الذي قتل حمزة لأنّه
أخرجه لحرب المشركين!
وأقبح منه ما روي أنّه قال لأهل الشام :
إنّما نحن الفئة الباغية التي تبغي دم عثمان !
فللأمويين تحريفات لفظية وتحريفات معنوية
كثيرة ، وإنّ هذه الدراسة تريد أن توضح أمثال هذه الأمور في الشريعة والتاريخ وانعكاساً
على الأذان هنا.
فلا يجوز حمل بعض التحقيقات حول الأمويين
وعقيدتهم في الاسراء والمعراج و ... على الإسهاب والخروج عن البحث ، بل ما كتبناه هو
المقصود ، ولولاه لما فهمنا ملابسات التشريع الذي نحن بصدد بيانه.
بلى ، إنّهم لم يكونوا يحبّون آل الرسول
، بل لم يحبّوا كلّ من أحبّه الرسول ، بل كانوا يتعاملون مع آل الرسول بالشدة والبغض
، فقد ذكر المناوي في فيض القدير ، وكذا القرطبي في تفسيره واقعة دارت بين مروان بن
الحكم وأسامة بن زيد.
وأسامة كان ممن يحبهم رسول الله ـ حسب نص
القرطبي وغيره ـ وكان الخليفة عمر بن الخطاب أعطاه خمسة آلاف درهم ولابنه عبدالله ألفي
درهم ، فسأل عبدالله عن سر ذلك فأجابه عمر أنّه فعل ذلك لمحبة رسول الله له.
قال القرطبي : وقد قابل مروان هذا الواجب
(أي محبّة مُحِبِّ رسول الله) بنقيضه ، وذلك أنّه مرّ بأسامة وهو يصلّي بباب بنت رسول
الله.
__________________