وأمّا ما رواه أنس بن مالك ـ والذي جاء في مسند عبد بن حميد (١) ـ فهو : قال أنس : قال رسول الله : دخلتُ الجنّة فسمعت خشفة فقلت : ما هذه؟ فقالوا : هذا بلال ، ثمّ دخلت الجنّة فسمعت خشفة ، فقلت : ما هذه؟ قالوا : هذه الغميضاء بنت ملحان وهي أمّ سليم أمّ أنس بن مالك.
وأمّا ما رواه أبو هريرة ـ والذي أخرجه البخاري (٢) ومسلم (٣) وابن حبّان (٤) في صحاحهم ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥) ـ فهو : أن النبيّ قال لبلال عند صلاة الفجر : يا بلال ، حدّثني بأرجى عمل عملتَه في الإسلام فإني سمعت دفّ نعلَيك بين يدَيّ في الجنَّة ، قال : ما عملت عملاً أرجى عندي أنيّ لم أتطهّر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلاّ صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلّي.
وأمّا رواية سهل بن سعد ففيها : قال : قال رسول الله : دخلت الجنَّة فإذا منظر آت فنظرت فإذا هو بلال (٦) ..
كلّ هذه النصوص ظاهرة في أنّه صلىاللهعليهوآله رأى ذلك في معراجه إلى السماء ، وهناك نصّان آخران يوضحان ذلك ؛ فقد روى الطبراني في الكبير بإسناده عن وحشي بن حرب ، عن أبيه ، عن جدّه : أنّ رسول الله لمّا أسري به في الجنَّة سمع خشخشة ، فقال : يا جبرئيل ، ما هذه الخشخة؟ قال : هذا بلال.
__________________
(١) منتخب مسند عبد بن حميد ٣٩٩ ح ١٣٤٦.
(٢) صحيح البخاري ٢ : ٤٩٩ كتاب التهجّد بالليل ، باب فضل الطهور بالليل والنهار ، ح ١٠٧٤ والنصّ عنه ، وج ٥ : ٩٣ كتاب فضائل أصحاب النبيّ باب مناقب بلال بن أبي رباح.
(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٩١٠ باب من فضائل بلال ح ٢٤٥٨.
(٤) صحيح ابن حبّان ١٥ : ٥٦٥.
(٥) تاريخ دمشق ١٠ : ٤٥٣ ـ ٤٥٤.
(٦) مسند أحمد ٢ : ٣٣٣.