من الفقهاء
والمؤرّخين والكتّاب.
وقد عنيتُ في عملي هذا برفع الغامض وحلّ
المبهم من المسائل ، وأردت أن أنتقل بالقارئ الكريم إلى واحات العلم ، وميادين
المعرفة ، من غصن إلى غصن ، ومن فنن إلى فنن على شجرة المعرفة لنقتطف من الثمار
أحلاها ... من الفقه ، إلى التفسير ، إلى التاريخ ، إلى الرجال ، إلى الحديث ، إلى
اللغة ، وإلى كلّ شيء يمتّ للبحث بصلة.
فالغاية من دراساتنا اذاً هي بيان
كليّات وأمّهات المسائل لا جزئيّاتها وسننها ومستحباتها ، فلا تعني بحوثنا بمثل
فضل الأذان والمؤذّن ، أو جواز أذان المرأة والصبيّ وعدمهما ، أو جواز إعطاء
الأجرة على الأذان أم لا ، وغيرها من عشرات المسائل المطروحة.
وكذلك مايتّصل بالوضوء ، فلم تكن
الدراسة متجهة إلى البحث عن الأسباب والموجبات والنواقض والمستحبات ، بل متجهة إلى
بيان حدود الأعضاء المغسولة والممسوحة ، وكيفيّة وضوء رسول الله صلى الله عليه
وآله.
وهكذا الحال بالنسبة إلى دراساتنا
اللاحقة ـ إن وفّق الله لإتمامها ـ فهي بحوث عن الكليّات والأمّهات لا عن
التشعبّات والتفريعات وما يتعلّق بالآداب والسنن.
هذا ، وقد جعلت دراستي عن الأذان عما هو
الأصيل منه والمحرَّف ، فجاءت في ثلاثة أبواب.
الباب
الأول : «حيّ على خير العمل» الشرعية
والشعارية.
الباب
الثاني : «الصلاة خير من النوم» شِرعة أم
بِدعة؟.
الباب
الثالث : «أشهد أن عليّاً ولي الله» بين
الشرعية والابتداع.
وقدمت لهذه الأبواب ببعض البحوث
التمهيدية ، كالأذان لغة واصطلاحاً ،