الأمر الثالث : إنَّ المنفيَّ عن الرواية هو الوحي الخاصُّ بالنبوَّة (١) ؛ إذ لا إشكال بنزول الوحي على شكل آخر على عدد مِن الخَلف منهم إنسان وحيوان ، كأمِّ موسى ومريم بنت عمران والنحل (٢) وغيرهم ، بنصِّ القرآن الكريم ؛ فليس غريباً أنْ ينزل الوحي ، بسبب رحمة الله ونعمته ، على أعاظم الخَلق عند الله سبحانه ، بما فيهم المعصومون (سلام الله عليهم).
__________________
(١) وهو نوع مِن أنواع الإيحاء يكون بالخطاب ، أيْ يسمع فيه النبيُّ كلاماً موجَّهاً إليه مِن قِبَل جبرائيل عليهالسلام أو الله سبحانه وتعالى مُباشرة.
(٢) لأُمِّ موسى : (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) سورة طه آية ٣٨ ، (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) سورة القصص آية ٧.
مريم بنت عمران : (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا) سورة مريم آية ١٧ ، (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى ...) آل عمران أية ٤٢.
النحل ـ (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) سورة النحل آية ٦٨.