كالبوذيَّة
والهندوسيَّة والسيك وغيرهم ، فإنَّهم جميعاً يؤمنون لقادتهم ـ بشكل وآخر ـ حياة
مليئة بالكرامات والتسديدات ، ومِن ثمَّ فهم ليسوا مِن قبيل البشر الاعتياديِّين
على أيِّ حال.
القسم
الرابع : أنْ يكون الفرد دنيويَّاً ، ولكنَّه
مُلحد لا يعتقد أيَّ دين.
فمثل هذا الفرد أو هذا المُستوى لا
يُمكن البدء معه بالتفاصيل ، بلْ لا بُدَّ مِن البدء معه بالبُرهان على أصل
العقيدة ؛ لنصل معه بالتدريج إلى التفاصيل.
وإذا تمَّ كلُّ ذلك ؛ لم يبقَ دليل على
إمكان التنزُّل عن الاعتقاد بالعصمة لقادتنا المعصومين عليهمالسلام ، وكذلك ثبوت
التأييد والتسديد الإلهي لهم. كما ثبت وجوده بالدليل ، وليس هنا محلُّ تفصيله. إذاً
؛ مُقتضى الأدب الإسلامي الواجب أمامهم ، هو التسليم لأقوالهم وأفعالهم بالحكمة.
وأنَّها مُطابقة للصواب والحكمة الإلهيَّة. والتوقيع لهم على ورقة بيضاء ـ كما
يُعبِّرون ـ ليكتبوا فيها ما يشاءون. وهذا مِن مداليل وجوب التسليم المأمور به في
الآية الكريمة. وهو قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ
وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
.
وإذا ثبت لنا بنصِّ القرآن الكريم عن
النبي صلىاللهعليهوآله
أنَّه (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ)
وأنَّ (الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
مع أنَّه خير الخلق وأفضلهم وأولاهم بالولاية.
وقد نصَّ القرآن الكريم على الإطراء
عليه ووصفه بأوصاف عالية
__________________