وهو إنسان أوحى
إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه ، فإن أُمر بذلك فرسول أيضاً.
وقيل : وأُمر
بتبليغه وإن لم يكن له كتاب أو نَسْخ لبعض شَرع مَنْ قبله ، فإن كان له ذلك فرسول
أيضاً. فهارون رسول ، على الأوّل دون الثاني ، ويوشع غير رسولٍ
، عليهما.
وقيل : إنّهما
بمعنى .
وإطلاق الرسول
على المَلَك غير مستعمل هنا ، فعموم الرسول من هذه الجهة غير مراد.
(المبعوث) أي : المرسل (إلى الخاصّ) وهُم أهله وعشيرته ، أو العلماء ، أو مَنْ كان في زمانه
(والعامّ) وهو في مقابلة الخاصّ بالاعتبارات الثلاثة ، وهي مترتّبة في القوّة
ترتّبها في اللفظ.
(وعلى عترته) وهُم الأئمّة الاثنا عشر ، وفاطمة «.
قال الجوهري :
عترة الرجل : نسله ورهطه الأدنون . فيدخل في الأوّل مَنْ عدا عليّ عليهالسلام ، ويدخل هو في الثاني.
(الأماجد) جمع أمجد ؛ مبالغة في ماجد. يقال : مجُد الرجل بالضمّ ،
فهو مجيد وماجد ، أي : كرم.
(الكرام) قال ابن السكّيت : الشرف والمجد يكونان في الآباء ،
يقال : رجل شريف ماجد : له آباء متقدّمون في الشرف.
قال : والحسب
والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف .
(أمّا بعد) ما سبق من الحمد والصلاة. وآثر هذه الكلمة ؛ للأحاديث
الكثيرة أنّ رسول اللهُ يقولها في الخُطبة وشبهها ، رواه عنه اثنان وثلاثون
صحابيّاً. وفيه إشارة إلى الباعث على التصنيف ، كما هو دأبهم.
و «أمّا» كلمة
فيها معنى الشرط ، والتقدير : مهما يكن من شيء بعد الحمد والصلاة فهو كذا ، كما
نصّ عليه سيبويه ، ولذلك كانت الفاء لازمةً لها.
__________________