مرضت مرضاً شديداً واشتبه الموت ، فغُسّلتُ ودُفنتُ في أزج ، ولنا عادة إذا
مات شخص فتح عنه باب الأزج بعد ليلة أو ليلتين إمّا زوجته أو امّه أو أُخته أو
ابنته ، فتنوح عنده ساعة ثمّ تطبق عليه هكذا يومين أو ثلاثة ، ففتح عليّ فعطست ،
فجاءت أُمّي بأصحابي فأخذوني من الأزج ، وذلك منذ سبع عشرة سنة.
والمراد
بالأمارات نحو : انخساف صُدغيه ، وميل أنفه ، وامتداد جلدة وجهه ، وانخلاع كفّه من
ذراعه ، واسترخاء قدميه ، وتقلّص أُنثييه إلى فوق مع تدلّي الجلدة.
قيل : ومنه
زوال النور من بياض العين وسوادها ، وذهاب النفس وزوال النبض.
ونقل في الذكرى
عن جالينوس : أنّ أسباب الاشتباه : الإغماء ، ووجع القلب ، وإفراط الرعب أو الغمّ
أو الفرح أو الأدوية المخدّرة ، فيستبرأ بنبض عروق بين الأُنثيين ، أو عِرق يلي
الحالب والذكر بعد الغمز الشديد ، أو عِرق في باطن الألية أو
تحت اللسان أو في بطن المنخر ، ومنع الدفن قبل يوم وليلة إلى ثلاثة.
واعلم أنّ
الاستحباب في هذه المواضع كفائيّ ، فلا يختصّ بالوليّ وإن كان الأمر فيه آكد ، وفي
بعض الأخبار وعبارات الأصحاب ما يدلّ على اختصاصه بذلك.
(ويكره طرح الحديد على بطنه) ذكر ذلك الشيخان وجماعة من الأصحاب.
قال الشيخ في
التهذيب : سمعناه مذاكرةً من الشيوخ رحمهمالله.
واحتجّ في
الخلاف على الكراهية بإجماعنا.
وكما يكره طرح
الحديد عليه يكره غيره أيضاً ، ذكره المصنّف وجماعة.
__________________