وبعده خبز الفرن. ثم خبز الملة في المرتبة الثالثة ، وأجوده : ما اتخذ من الحنطة الحديثة.
وأكثر أنواعه تغذية : خبز السميد ، و ( هو ) أبطؤها هضما لقلة نخالته. ويتلوه خبز الحوارى ، ثم الخشكار.
وأحمد أوقات أكله : في آخر اليوم الذي خبز فيه. واللين منه أكثر تليينا وغذاء وترطيبا ، وأسرع انحدارا. واليابس بخلافه.
ومزاج الخبز من البر حار في وسط الدرجة الثانية ، وقريب من الاعتدال في الرطوبة واليبوسة. واليبس يغلب على ما جففته النار منه ، والرطوبة على ضده.
وفى خبز الحنطة خاصية ، وهو : أنه يسمن سريعا. وخبز القطائف يولد خلطا غليظا ، والفتيت نفاخ بطئ الهضم. والمعمول باللبن مسدد ، كثير الغذاء ، بطئ الانحدار.
وخبز الشعير بارد يابس في الأولى. وهو أفل غذاء من خبز الحنطة.
٢ ـ ( خل ). روى مسلم في صحيحه ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ـ : « أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سأل أهله الادام ، فقالوا : ما عندنا إلا خل. فدعا به ، وجعل يأكل ويقول : نعم الادام الخل ، ( نعم الادام الخل ) (١) ». وفى سنن ابن ماجة ـ عن أم سعيد رضي الله عنها ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ : « نعم الادام الخل ، اللهم : بارك في الخل. ولم يفتقر بيت فيه الخل ». الخل مركب من الحرارة والبرودة ، وهى (٢) أغلب عليه. وهو يابس في الثالثة ، قوى التجفيف. يمنع من انصباب المواد ، ويلطف الطبيعة.
وخل الخمر : ينفع المعدة الملتهبة ، ويقمع الصفراء ، ويدفع ضرر الأدوية القتالة ، ويحلل اللبن والدم : إذا جمدا (٣) في الجوف. وينفع الطحال ، ويدبغ المعدة ، ويعقل البطن ويقطع العطش ، ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث. ويعين على الهضم ، ويضاد البلغم
__________________
(١) زيادة عن الزاد لعلها سقطت من الأصل. والزيادة السابقة جيدة.
(٢) هذا لبس بالزاد. وذكره أولى.
(٣) كذا بالزاد. وفى الأصل : ولعله تحريف