كتاب : المناقب والمثالب
قال القاضي النعمان في مقدّمة كتابه هذا ـ بعد الحمد والثناء ، وذكر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وذكر بعض فضائلهم ـ : وبسطنا في صدر كتابنا هذا منه ما بسطناه ، لما تأدّى إلينا وسمعنا من دعوى بني أمية الفضل مع العترة الطاهرة ، آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعيوب بني أميّة مع ذلك بادية مكشوفة ، وفضائل آل الرسول ظاهرة معروفة ، وطاعة الأئمّة منهم ( عليهم السلام ) لازمة لهم ، وحقوقهم عليهم واجبة ، فاستكبروا كاستكبار إبليس ، وعندوا عنوده ، وادعوا كما ادعى الفضل على من فضّله الله عزّ وجلّ عليه ، فرأينا وبالله التوفيق ، وبه نستعين ، بسط كتابنا هذا في إبطال دعواهم ، وذكر أسباب عدواتهم ، وما جرى عليه منها من تقدّم من أسلافهم من قبل مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وبعد مبعثه ووفاته ، ومن نصب له منهم العداوة في حياته ; تكذيباً لنبوّته ، وما نال وصيّه وذرّيته منهم من بعد موته ، ونذكر مثالبهم ومناقب آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; لنوضّح الحق لمن أبصره من أوليائه ، ويهدي الله بذلك إليه إنْ شاء من يحب أنْ يهديه ، ويمنّ بالتوفيق عليه ، ولو لا أنّ ذكر المثالب والمساوئ ههنا من الضرورة لما ذكرناها ، ولو وجدنا بدّاً من ذكرها لسترناها ، فقد كان يقال : لا خير في ذكر العيوب إلاّ من ضرورة ، وستر المساوئ في الواجب من الخيانة ، وليس هذا مما يعارض بالحديث المرفوع : « لا تسبّوا الأحياء بسبّ الأموات » إنّما ذلك في الأموات