وبالجملة ، فالأظهر الأشهر أن عام مولده الذي عمّت بركته الخلائق إلى يوم الدين هو الخامس والخمسون بعد المائتين ، وروايات السادس والخمسين يمكن ردّها إليه بنوع عناية. وأنه ليلة النصف من شعبان قرب طلوع الفجر ، بل لا يبعد تحقّق الإجماع المشهوريّ على ذلك في كلّ زمان ، والظاهر تحقّق الإجماع الآن عليه. وأنه ليلة الجمعة.
وأمّا عام شهادته فالله أعلم به ؛ حيث بطل التوقيت لقيامه ، إلّا إن من المقطوع به بالنصّ والإجماع أنه كآبائه من محمَّد صلىاللهعليهوآله يخرج على الشهادة. وإذا طلبت النصوص على ذلك عموماً وخصوصاً وجدتها غير عزيزة. والاعتبار الصحيح أيضاً حاكم بأنّ مرتبة الشهادة ودرجة تلك السعادة لا يتخلّف عنها أحد من الأربعة عشر سلام الله عليهم وعموم مثل كلّ مؤمن لا بدّ أن يموت ويقتل (١) دالّ عليه وهو كثير ، وغيره ممّا لا يخفى على المتتبّع ، والله العالم بحقيقة الحال.
والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الغرّ الميامين.
__________________
(١) وردت بهذا المعنى أحاديث كثيرة ، انظر : تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٥ ٢٢٦ / ١٦٠ ، مختصر بصائر الدرجات : ١٩ ، ٢١ ، ٢٥ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٠ / ٨ ، و ٥٣ : ٦٥ ٦٦ / ٥٨.