الجواب : ممّا يجب أن نعرفه قبل الخوض في التسمية ومشروعيتها : أنَّ هناك أدلّة عديدة نؤمن بها بأنّ آباء الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام موحّدون مؤمنون ، وهم من أصلح وأفضل أهل زمانهم ، قال تعالى : ( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ) (١) ، وكذلك قوله تعالى : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (٢).
وقد جاءت أحاديث كثيرة تتضمّن هذه المعاني ، فنذكر منها اختصاراً :
روى ابن جرير الطبري الشيعي : « قذفنا في صلب آدم ، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأُمّهات ، لا يصيبنا نجس الشرك ، ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ، ويشقى بنا آخرون » (٣).
وورد في تاريخ اليعقوبي : فكانت قريش تقول : عبد المطلب إبراهيم الثاني (٤).
وكذلك قصّته المشهورة ، وقوله العظيم في وجه أبرهة الحبشي : للبيت ربٌّ يحميه ، واستسقائه بالنبيّ صلىاللهعليهوآله عند الجدب والمجاعة ، وتوجّهه إلى الكعبة ، والتوجّه والتوسّل به إلى الله تعالى.
وقال الشيخ المفيد : واتفقت الإمامية على أنّ آباء رسول الله صلىاللهعليهوآله من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عزّ وجلّ موحّدون له.
واحتجّوا في ذلك بالقرآن والأخبار ، قال الله عزّ وجلّ : ( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات ، حتّى أخرجني في عالمكم هذا » (٥).
وروى الشيخ الصدوق بإسناده عن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال : « والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط ».
__________________
١ ـ الحجّ : ٧٨.
٢ ـ الشعراء : ٢١٨.
٣ ـ دلائل الإمامة : ١٥٨.
٤ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١.
٥ ـ أوائل المقالات : ٤٥.