ج : أورد الشيخ الصدوق روايتين عن العلّة التي من أجلها اصطفى الله تعالى موسى لكلامه دون خلقه :
١ ـ عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : « أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى عليهالسلام : أتدري لما اصطفيتك لكلامي دون خلقي؟ فقال موسى : لا يا ربّ ، فقال : يا موسى إنّي قلّبت عبادي ظهراً لبطن ، فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي منك نفساً ، يا موسى إنّك إذا صلّيت وضعت خدّيك على التراب ».
٢ ـ عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « إنّ موسى عليهالسلام احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحاً ، قال : فصعد على جبل بالشام يقال له : أريحا ، فقال : يا ربّ إن كنت حبست عنّي وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل ، فغفرانك القديم ».
قال : « فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا موسى بن عمران ، أتدري لم اصطفيتك لوحي وكلامي دون خلقي؟ فقال : لا علم لي يا ربّ ، فقال : يا موسى إنّي أطلعت إلى خلقي إطلاعة ، فلم أجد في خلقي أشدّ تواضعاً لي منك ، فمن ثمّ خصصتك بوحي وكلامي من بين خلقي ».
قال : « وكان موسى عليهالسلام : إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض والأيسر » (١).
هذه بعض العلل ، وقد تكون هناك علل أُخرى ، لا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم ، بالإضافة إلى أنّ مثل هذه الأُمور لا يسأل عنها لقوله تعالى : ( لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) (٢).
( أبو حيدر ـ عمان ـ ٢٥ سنة ـ بكالوريوس )
س : كيف يتمّ اصطفاء واختيار الأنبياء عليهمالسلام؟ وفي أيّ مرحلة يتمّ ذلك؟
__________________
١ ـ علل الشرائع ١ / ٥٦.
٢ ـ الأنبياء : ٢٣.