( .... ـ سنّي ـ .... )
س : أتمنّى أن تعينوني على فهم بعض الأُمور التي مرّت عليّ ، وأُريد التأكّد منها ، هل هناك اختلاف في العبادات بين السنّة والشيعة؟
ج : نعم يوجد بعض الاختلاف في الفروع بين الفريقين ، بسبب أخذنا تفسير الكتاب والسنّة من أهل البيت عليهمالسلام حصراً ، وأخذهم من جميع الصحابة لهما رواية ودراية.
فالصحابة كثيرون جدّاً ، ويروون الأحاديث المختلفة والمتعارضة ، وكذلك فهمهم مختلف ، وكُلّ يدلو بدلوه ، وهم ليسوا سواء في العلم ، أو كثرة المصاحبة للنبي صلىاللهعليهوآله ، أو السابقة أو عدم الانشغال عنه بالأُمور الحياتية من زراعة وتجارة وغيرها.
وكذلك نرى أنّ العدالة تختلف درجاتها بينهم ، وتغيير الأحكام والدين بدأ ينمو بشكل كبير في أزمان قريبة من وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وبدأ الاجتهاد يطفو على سطح المجتمع الإسلامي ، ويقدّم قول فلان وفلان على النصوص الواضحة الصريحة ، وبدأ النهي عن رواية الحديث الشريف أيضاً ، وحبس الصحابة في المدينة وعدم خروجهم للتبليغ ، وكذلك ضرب عمر بعض الصحابة بالدُّرة لتحديثهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وغير ذلك من ملابسات عديدة قد نبَّه وحذّر النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله منها ، كقوله صلىاللهعليهوآله : « لينتقضن عرى الإسلام عروة عروة ... وأولهن نقضاً الحكم ، وآخرهن الصلاة » (١).
وقال الهيثمي : « رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح » (٢).
وكذلك أثبت الصحابة ذلك التغيير والانحراف بعد وفاة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله ، فقد روى البخاري بإسناده عن الزهري قال : « دخلت على أنس بن مالك بدمشق
__________________
١ ـ مسند أحمد ٥ / ٢٥١ ، المستدرك ٤ / ٩٢.
٢ ـ مجمع الزوائد ٧ / ٢٨١.