وأشباهها في الوضع
، بناء على عدم وفاء تعدّد الوضع لإخراجها ، بجعله أعمّ من التحقيقي والتحليلي كما
هو الأظهر ، فإنّه لولاه لانتقض العكس بما لو قال ـ بإنشاء واحدة ـ : وضعت « العين
» مثلا للذهب والفضّة أو البصر والينبوع على أن يكون كلّ منهما موضوعا له
بالاستقلال ، فإنّ الوضع وإن حصل بإنشاء واحد فيكون واحدا إلاّ أنّه ينحلّ إلى
المتعدّد ، ويتعدّد على حسب تعدّد متعلّقه في جانب المعنى ، وهذا الاعتبار يجري في
المبهمات وأشباهها أيضا ، فتخرج بالقيد المذكور.
وهذا التعريف كما
ترى أسلم ممّا ذكره في التهذيب كما عن المحصول أيضا ، من أنّه :
« اللفظ الموضوع لحقيقتين فما زاد وضعا أوّلا من حيث كذلك ».
وما ذكره في
النهاية من أنّه : « اللفظ الواحد الموضوع لأزيد من معنى واحد وضعا أوّلا من حيث
هي متعدّدة » .
وما ذكره في
النهاية أيضا من : « أنّه اللفظ الواحد المتناول لعدّة معان من حيث هي كذلك بطريق
الحقيقة على السواء » .
وقد اختاره
العلاّمة بعد الإعراض عمّا قبله ، وما ذكره بعض الأواخر من : « أنّه لفظ وضع
بوضعين فصاعدا لمعنيين فصاعدا على سبيل التعيين أو التعيّن ». والتطويل بذكر ما
ذكروه في فوائد قيوداتها ، وبيان ما فيها وما يرد عليها من الإنتقاض في العكس أو
الطرد أو فيهما معا ، ممّا لا يرجع إلى طائل.
[٥٧]
قوله : الحقّ أنّ الاشتراك واقع في لغة العرب ، وأحاله شرذمة وهو شاذّ ضعيف لا
يلتفت إليه ... الخ
أقول : اختلفوا في
وجوب الاشتراك وامتناعه في اللغة وعدمهما ، فالجمهور على إمكانه.
__________________