قال الدليمي :
« قرأت في القرآن الكريم قوله تعالىٰ : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) آل عمران ـ ١١٠ ، فعلمت أنّ صحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم * هم المعنيّون بها ; إذ أنّ هذه الآية عليهم نزلت ، وعليهم قرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي صلواتهم تليت ، والخطاب فيها موجّه إليهم ، والأُمّة زمن نزولها لم تكن إلاّ مجـموع الصحابـة ، فهم ( خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) ، وهم خير هذه الأُمّـة ، وذلك مصـداق قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث الصـحيح : ( خير القرون قرني ، ثمّ الّذين يلونهم ، ثمّ الّذين يلونهم ).
__________________
* من المؤاخذات علىٰ الكاتب في كتيبه هذا : أنّه لم يصلّ علىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الصلاة الّتي أمر الله بها ورسوله المؤمنين ، بل كان يأتي بالصلاة المنهي عنها ، وهي الصلاة البتراء ; فقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : لا تصلّوا علَيَّ الصلاة البتراء.
فقيل : يا رسول الله ! ما الصلاة البتراء ؟
قال : تقولون : اللّهمّ صلّ علىٰ محمّد وتمسكون ، بل قولوا : اللّهمّ صلّ علىٰ محمّد وعلىٰ آل محمّد.
راجع : الصواعق المحرقة ـ لابن حجر الشافعي الهيتمي ـ : ٧٨ ، كشف الغمّة ـ للشعراني ـ ١ / ٢١٩ فصل في الأمر بالصلاة علىٰ النبيّ.
وانظر كذلك : التعليم النبوي لهذه الصلاة عند نزول الأمر بها من قبل الله عزّ وجلّ في صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب : قوله تعالىٰ : ( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) ..