مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (١).
ومهمة ولاة الأمر في الأساس هي المحافظة علىٰ تطبيق الشريعة الإسلامية بطرفيها : الكتاب الكريم ، والسُنّة الشريفة المبيّنة له ، وإيقاف المسلمين علىٰ أحكامهما ، وتوضيح ما استشكل علىٰ المسلمين فهمه من أُمور دينهم ، سواء ما كان منه في أُمور العقائد ، أو في العبادات والمعاملات وغيرها.
وقد ورد عن أمير المومنين عليهالسلام قوله في نهج البلاغة : « السلطان وزعة الله في أرضه » (٢) ، وهذه المهمّة العظيمة لولاة الأمر لا يستطيع القيام بها علىٰ الوجه الصحيح إلاّ مَن كان معصوماً ؛ لذا استدلّ الفخر الرازي علىٰ عصمة أُولي الأمر في الآية « ٥٩ » من سورة النساء ; لمحلّ الجزم بطاعتهم ، في ما نقلناه عنه سابقاً (٣).
__________________
(١) سورة النساء : الآية ٨٣.
(٢) الوزعة ـ بالتحريك ـ : جمع وازع ، وهو : الحاكم يمنع من مخالفة الشريعة ، والإخبار بالجمع ; لأنّ « أل » في السلطان للجنس ..
راجع : نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٤ / ٧٨.
وقد ورد عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام قوله في الإمامة أو ولاية الأمر ، فالمعنى واحد :
« إنّ الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين ، إنّ الإمامة أُس الإسلام النامي ، وفرعه السامي ..
بالإمام تمام الصلاة والزكاة والحجّ والجهاد ، وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ..
فالإمام يحلّ حلال الله ويحرّم حرامه ، ويقيم حدود الله ، ويذبّ عن دين الله ، ويدعو إلىٰ سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجّة البالغة ... ».
راجع : تمام كلامه عليهالسلام في أُصول الكافي ١ / ١٩٨.
(٣) انظر : ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣.