قال الدليمي :
« ومن وصيّة لابنه الحسن رضياللهعنه كلام لا يمكن أن يوجه إلىٰ معصوم ، مثل قوله : ( ودع القول في ما لا تعرف ، والخطاب في ما لم تُكلّف ، وأمسك عن الطريق إذا خفت ضلالته ؛ فإنّ الكفّ عند حيرة الضلال خيرٌ من ركوب الأهوال ).
ـ قال : ـ وهذا يتناقض مع الاعتقاد بأنّ « الإمام » يعلم ما كان وما هو كائن ، وأنّ علمه إلهام ووحي منذ الولادة لا بتعلّم واكتساب.
وإذا قيل : إنّ هذا موجّه إلىٰ الآخرين.
قلنا : هذا لا يصحّ ؛ لأنّ هذا الكلام وصيّة بينه وبين ولده ، وقد قال فيها : ( ثمّ أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الّذي التبس عليهم ، فكان إحكام ذلك علىٰ ما كرهت من تنبيهك له أحبّ إليَّ من إسلامك إلىٰ أمر لا آمن عليك به الهلكة ... ) ( فإن أشكل عليك شيء من ذلك فاحمله علىٰ جهالتك به ؛ فإنّك أوّل ما خُلقت جاهلا ثمّ
__________________
علىٰ الخوارج.
الغيهب : الظلمة. وموجها : شمولها وامتدادها.
الكلَب : داء معروف يصيب الكلاب ، فكلّ من عضّته أُصيب به فجنّ ومات إن لم يبادر بالدواء ؛ وشبّه به اشتداد الفتنة حتّىٰ لا تصيب أحداً إلاّ أهلكته.
ناعقها : الداعي إليها.
المناخ : محلّ البروك.
الحوازب : جمع حازب ، وهو : الأمر الشديد ; حزبه الأمر إذا أصابه واشتدّ عليه.
قلصت ـ بتشديد اللام ـ : تمادت واستمرّت ، وبتخفيفها : وثبت.
نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٨٣.