وهذا معنىٰ كونهم : « حجج الله ».
ولو رجعت ـ عزيزي القارئ ـ إلىٰ بداية الكتاب (١) وقرأت ما ذكرناه عن كيفيّة العودة إلىٰ كتاب الله والأخذ منه ، لتبيّن لك هذا الموضوع تماماً.
وأضف إليه : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخبر أنّ لأهل البيت عليهمالسلام دوراً كبيراً في رعاية الرسالة وصيانتها من التحريف والانحراف ، وإقامة الحجّة علىٰ أهل الأهواء والآراء أن يقولوا في دين الله ما يشتهون ..
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « في كلّ خلف من أُمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا إنّ أئمّتكم وفدكم إلىٰ الله ، فانظروا مَن تفِدون » (٢).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأُمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » (٣).
قال ابن حجر في الصواعق : وفي أحاديث الحثّ علىٰ التمسّك بأهل البيت إشارة إلىٰ عدم انقطاع متأهّل منهم للتمسّك به إلىٰ يوم القيامة ، كما إنّ الكتاب العزيز كذلك ؛ ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض ، ويشهد لذلك الخبر السابق : « في كلّ خلف من أُمّتي عدول من أهل بيتي » (٤).
وقد جاء في بعض الأحاديث ما يفيد حجّية عليّ عليهالسلام علىٰ الأُمّة ..
__________________
(١) انظر : ص ٣٧ ـ ٣٩.
(٢) الصواعق المحرقة : ٩٠ ، ذخائر العقبىٰ : ١٧.
(٣) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٦٢ وصحّحه ، الصواعق المحرقة : ٩١ و ١٤٠ وصحّحه ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٢ ، المعجم الكبير ٧ / ٢٢ ؛ وفيه : « النجوم جعلت أماناً لأهل الأرض وإنّ أهل بيتي أمان لأُمّتي » ، الجامع الصغير ٢ / ٦٨٠ مثله.
(٤) الصواعق المحرقة : ١٤٩.