قال : « أمّا الحلال والحرام فقد والله أنزله علىٰ نبيّه بكماله ، وما يزداد الإمام في حلال ولا حرام ».
قال : فقلت : فما هي الزيادة ؟
قال : « في سائر الأشياء ، سوىٰ الحلال والحرام ».
قال : قلت : فتزدادون شيئاً يخفىٰ علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
قال : « لا ، إنّما يخرج الأمر من عند الله ، فيأتي به الملك لرسول الله فيقول : ربّك يأمرك بكذا وكذا. فيقول : انطلق به إلىٰ عليّ. فيأتي عليّاً فيقول : انطلق به إلىٰ الحسن » (١).
والمراد : إنّ الملك يأتي بالأمر إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يعني إلىٰ روحه الطاهرة المقدّسة.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة : « أيّها الناس ! خذوها عن خاتم النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه يموت مَن مات منّا وليس بميّت ، ويبلىٰ مَن بلىٰ منّا وليس ببالٍ ؛ فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ في ما تنكرون ».
قال الشيخ محمّد عبده في شرحه : خذوا هذه القضية عنه ، وهي إنّه يموت الميّت من أهل البيت وهو في الحقيقة غير ميّت ؛ لبقاء روحه ساطعة النور في عالم الظهور ... والجاهل يستغمض الحقيقة فينكرها ، وأشدّ الحقائق دقائق (٢).
أمّا بالنسبة للأحاديث الّتي ذكرها الكاتب ، مع أنّ بعضها ضعيف
__________________
(١) مرآة العقول ١ / ١٨٥.
(٢) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٥٤.