سِلمي » (١) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام: « أنا حرب لمَن حاربكم ، وسِلم لمَن سالمكم » (٢).
ومن المعلوم أنّ مَن حاربه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كافر بالإجماع ؛ فلذلك يكون ، وبدلالة الأحاديث السابقة ، المحارب لعليّ عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام كافراً أيضاً.
والأُمّة بعد أن اجتمعت علىٰ بيعة عليّ عليهالسلام لا يحقّ لأحد تفريق كلمتها ، بل تجب محاربته ؛ وفي هذا روى أحمد بن حنبل في مسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمَن رأيتموه يفرّق بين أُمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم وهم جميع فاقتلوه كائناً مَن كان من الناس » (٣). انتهىٰ.
ثمّ بعد هذا ، ينبغي ملاحظة أنّ الأمر الوارد في قوله تعالىٰ : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ) (٤) ، يفيد الوجوب ، والواجبات هي إحدىٰ الأحكام الفرعية
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٩٨ و ١٢ / ١٩٣ و ٢٠ / ٢٢٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٤١٦.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٤٤٢ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣٦٠ ح ٣٩٦٢ ؛ يرويه بسند صحيح إلىٰ زيد بن أرقم ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٦١ ؛ قال الحاكم : هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان. ثمّ ذكر له شاهداً بلفظ : « أنا حرب لمَن حاربتم ، وسِلم لمَن سالمتم » ، وكلا الحديثين أقرّ الذهبي بصحّتهما ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩ ؛ قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ، وفيه : تليد بن سليمان ، وفيه خلاف ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. انتهىٰ.
قلنا : تليد بن سليمان وثّقه العجلي ، ولم ير أحمد به بأساً ; انظر : معرفة الثقات ١ / ٢٥٧ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٥٢١ ..
ويمكن ملاحظة بقية المصادر في ما تقدّم ذكره في الفصل السابق.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٤١ ، سنن النسائي ٧ / ٩٣ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٢ / ١٦٩ وصحّحه.
(٤) سورة الحجرات : الآية ٩.