يشاء.
أمّا إذا سادت الحالة المعاكسة في نفس
الإنسان ، فإنّه سيستشعر التقصير دائماً في نفسه ، ويتّهم ذاته ، ويشعر أنّه لم
يصل إلى المستوى المطلوب من العطاء والتضحية ، وفي هذه الحالة فإنّ مسيرتنا ستكون
في حالة تقدّم مستمرّ ، لأنّنا نطالب بأقلّ مما نعطي ، ونستهلك أقلّ مما ننتج ، فالتقدّم
سيكون في هذه الحالة أكثر ، فعندما يكون الإنتاج ذا مستوى أعلى ، والعمل في
المستوى المطلوب ، فإنّنا سنرى أنفسنا أنّنا في حالة تقدّم ، أمّا إذا اعتدنا أن
ننتج يومياً رغيفاً من الخبز في حين نطالب بثلاثة أرغفة ، فإنّ النتيجة ستكون أنّ
الواحد منها سيعمد إلى السرقة من الآخرين ، وبالتالي سوف لا نحصل على شيء سوى
التخلّف والتمزّق والانهيار ، فلا يحبّنا أحد لا في السّماء ولا في الأرض ، ونخسر
الدّنيا والآخرة.
الإيمان
جوهرة عظمى :
وبناءً على ذلك فإنّ الجوهرة العظمى هي
جوهرة الإيمان ، فلنحرص على أن لا تضيع من أيدينا ، وحتّى إذا حصلنا على ملك
الدّنيا ، فما فائدة هذا الملك إذا فقدنا الإيمان.؟
فلنستغلّ الفرص ، ولننبذ جانباً الأفكار
الشيطانية ، ولنطهّر أنفسنا ممّا يؤدّي إلى تفرّقنا ، ولنتوحّد تحت راية الدين
حينئذ من حقّنا أن ننتظر رحمة الله تبارك وتعالى ، والنصر الإلهي ، فالنصر عندما
يأتي من الله فإنّه يأتي نصراً مؤزراً ، لأنّه قائم على أساس ظاهر نزيه ، وقائم
على أساس عدم التضحية بديننا وأخلاقنا ومبادئنا ، فهو نصر حقيقي من النّوع الذي
يحبّه الله تعالى ويريده لعباده المؤمنين في الدّنيا حيث ستكون العاقبة لهم ، وسينصرهم
الخالق نصراً عزيزاً على أعداء الدين والرسالة ليقيموا حكمه في ربوع الأرض.