كلامي. ثمّ تثير أمام المسلمين قواعد الحوار القرآني الذي يريد للأُمّة أن تناقش قضاياها في الداخل وفي الخارج من موقع التفكير الموضوعي الهادئ الهادف إلى معرفة الحقيقة من أقرب طريق بالحجّة والبرهان الواضح ، وتقودهم إلى الأسلوب الأخلاقي في الصراع الذي لا يستخدم كلمات السباب والشتائم في حركة الخلاف ، بل يتحرّك من موقع الجدال بالتي هي أحسن ، واختيار النكتة الأحسن والأسلوب الأحسن الذي يدفع بالأعداء إلى أن يتحوّلوا إلى أصدقاء ، ويوحي لهم بالروحية التي يحملون فيها هم المسلمين في أعماق مشاعرهم ليتوجّهوا إلى الله أن يساعدهم على جمع الكلمة ، ولم الشعثّ ، وحقن الدماء.
وقد عاشت تجارب الوحدة ، في أكثر من أسلوب. في التجارب الثقافية التي عملت على التأكيد على الآفاق الوحدوية في الثقافة الإسلامية.
كما عملت على ارجاع الخلافات إلى أسس فكرية من المصادر الإسلامية كالكتاب والسنّة وأمثالها ، في أسلوب إيجابي بالطابع الاجتهادي العلمي لهذا الخلاف ، وفي التجارب الاجتماعية والسياسية ، في اللقاء على أكثر من أرض إسلامية واحدة فيما يعيشه المسلمون من قضايا اجتماعية وسياسية مشتركة.
وقد اصطدمت هذه التجارب بأكثر من عقبة ، فيما واجهته من مشاكل الرواسب التاريخية ، والعقد النفسية ، والأوضاع الاستعمارية التي تثير السلبيات ، وتعقد الأوضاع ، وتخلق الأزمات على أكثر من صعيد. وما تزال القضية تتفاعل لتضع في كلّ يوم عقبة جديدة ومشكلة جديدة.