بعضاً ، وإلى حفظ الحقوق المتبادلة ، والتزام آداب التعامل الاجتماعي ، وإن لم يكن هناك توافق في العقيدة والفكر والاتّجاه.
فكيف يصحّ للبعض أن يسيء إلى إخوانه المسلمين ، ويسقط حقوقهم ، ويتعدى على حرماتهم ، لا شيء إلّا لأنّهم يختلفون معه في المذهب ، أو في الانتماء السياسي؟
بل وفي بعض الأحيان تسوء العلاقة بين أبناء المذهب الواحد ، ويحصل الهجر والمقاطعة والخصام ، للاختلاف في بعض التوجهات الفكرية ، أو الآراء الفقهية ، أو تعدّد مراجع التقليد والاتباع!
ويلجأ البعض إلى تبرير هذا الموقف العدائي بعذر هو أقبح من الذنب ، حيث يحكمون على مخالفهم بالخروج من ربقة الإسلام ، أو يتهمونه بالابتداع والضلال ، ثمّ يرتّبون على ذلك موقف العداء له ، والتشهير به ، والنيل من حقوقه المادية والمعنوية.
وهذا ما يحصل غالباً في أوساط رجال الدين. لذلك ينقل عن العالم التقي الشيخ عباس القمي رحمة الله أنّه كان يقول : إنّي أعفو وأصفح عمن يستغيبني من الناس العاديين ، لكنّي لا أعفو عمن يستغيبني من رجال الدين! فلمّا سئل عن ذلك قال : لأنّ الشخص العادي يستغيبني وهو يدرك أنّه يرتكب خطأ ، فأنا أعفو عنه. أمّا رجل الدين فلأنّه قبل أن يستغيبني يبرّر ذلك باتهامي بالابتداع أو التجاهر بالفسق حتّى تحلّ له غيبتي!
والغريب في الأمر أنّ رجال الدين يعرفون ، أكثر من غيرهم ، تأكيد الإسلام وتشديده على حفظ حقوق المسلم. وقد أحسن العلامة الشيخ مرتضى الأنصاري رحمة الله حينما استرسل في ذكر بعض الروايات والأحاديث ،