مخالفتهم .
وينقل الشيخ ابن تيمية في منهاج السنّة
أنّ المعروف في العراق أنّ الجهر بالبسملة كان من شعار الرافضة ، وأنّ القنوت في
الفجر كان من شعار القدرية ، حتّى إنّ سفيان الثوري وغيره من الأئمّة يذكرون في
عقائدهم ترك الجهر بالبسملة لأنّه كان عندهم من شعار الرافضة .
ثمّ يقول ابن تيمية : ومن هنا ذهب من
ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعاراً لهم ، ( الشيعة ) ، فإنّه
وإن لم يكن الترك واجباً لذلك ، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم ، فلا يتميّز السني
من الرافضي ، ومصلحة التميّز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا
المستحب .
إضعاف
المصداقية والثقة في الدين وعلمائه :
يتأثّر الناس ، في نظرتهم إلى أيّ فكرة
أو مبدأ ، بالواقع المنتسب إلى تلك الفكرة أو المبدأ ، سلباً أو إيجاباً. وكما
يقال ، فالناس عقولهم في عيونهم ، فالواقع الجميل يعتبر عامل جذب وتبشير بالفكرة
التي يرتبط بها ، بينما ينفر الواقع السيّء من أيّ فكرة ينتسب إليها.
والإسلام ، كمنظومة قيم وتشريعات إلهية
عظيمة ، يجب أن تنعكس وتتجلّى في حياة المؤمنين به ، ليكون ذلك دافعاً لإقبال
الآخرين على اعتناقه ، والالتزام به ، من خلال مشاهدتهم لنموذج تطبيقي مشرّف.
__________________