وعندما نصل إلى هذا المستوى ، وعندما
نمتّن ونقوّي أو اصر الوحدة في قلوبنا عبر الحبّ ، وانتزاع الغلّ من الصدور ، فحينئذ
سنكون مؤمنين حقّاً ، وسيحبّنا الله تبارك وتعالى ، وينعم علينا بنعمة الوحدة التي
هي سرّ الانتصار على الأعداء.
هكذا
نحقـّق الوحدة :
إنّ الوحدة هي أمل المستضعفين ، وروح
العزّة والكرامة في الأمّة ، وهي هيبة للصديق ، ورعب للعدو ، ونحن اليوم في صراعنا
مع العدو الداخلي المتمثّل في قوّة النفاق والضلالة ، والعدو الخارجي المتمثّل في
الإمبريالية المستكبرة في الأرض ، بحاجة للوحدة لأمرين أساسيين :
١ ـ لكي نبثّ الرعب في قلوب الأعداء ، ونهزمهم
نفسياً قبل أن نحتاج إلى القوّة المادّية.
٢ ـ لكي نمنع العدو من أن يهزمنا من
الناحية النفسية.
إنّ طاقات أُمّتنا عظيمة وهائلة ، ولا
يفصلها عن التقدّم والرقي سوى عقبات نفسية صغيرة هي : انعدام الثّقة بالذات ، وقلّة
التوكّل على الله ، وعدم ثقة بعضنا ببعض. ولذلك فقد تفرّقت الأُمّة واختلفت ، وتركت
عمود عزّها وهو الوحدة ، بعد أن هجرت حبل الله المتين ، ونحن اليوم في أمسّ الحاجة
إلى الوحدة لكي نعطي للأُمّة أملاً ، ومن هنا فإنّ أبرز أهدافنا في الوقت الحاضر
هو تحقيق الوحدة على مختلف الصعد.
وهنا من حقّنا أن نتساءل : ما هي شروط
الوحدة؟ وكيف نحقّقها في أنفسنا؟
وللجواب على هذا السؤال نقول : إنّ
الوحدة شعار ، وما أجمله من شعار ؛