قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

تحمیل

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

52/384
*

كلّ المسلمين ، وهذا أسلوب إنسا ن متعصّب لا يريد الحق ، ولن يضرّ إلّا نفسه يوم يكون الخصيم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

نضيف لدليل النقل دليلاً عقلياً يقبله كلّ ذي لبّ ، وهو على صيغة سؤال : هل يصح أن نصدّق أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ترك أُمّته سدى ، وفي فوضوية لاحدّ لها يختلفون ويتقاتلون ، وتراق آلاف الدماء المسلمة ، فلو صدّقنا ذلك لكذّبنا عقولنا وتفكيرنا ، فإنّ الإسلام جاء رحمة لينقذ العالم من الهمجية والجاهلية الأولى ، فإنّ من كان كذلك لابدّ أنّ يكون أعظم سياسي في العالم كلّه ، فلا يخفى عليه مثل هذا الأمر العظيم لصلاح العالم بأسره مدى الدهر ، أو يعلم به ولا يضع له حدّاً فاصلاً؟!

وهل يرضى لنفسه عاقل يتولّى شؤون بلده فضلاً عن أُمّتة ، أنّ يتركها تحت رحمة الأهواء واختلاف الآراء ولو لأمد محدود ، وهو قادر على إصلاحها ، حاشا نبيّنا الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله من جاء رحمة للعالمين ، ومتمماً لمكارم الأخلاق ، وخاتماً للنبيين ، وقد قال الله تعالى على لسانه بعد حجّة الوداع : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) (١) ، وهو من ثيت عنه أنّه لا يترك المدينة المنوّرة إذا خرج لحرب أو غزاة ، من غير أمير يخلفه عليها ، فكيف نصدّق عنه أنّه أهمل أمر هذه الأمة بعده إلى آخر الدهر ، من دون تعيين خلف بعده يرجعون اليه عند اشتباه الأمور؟! حاشا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ يترك أمّته كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ليس لها من يرعاها حقّ رعايتها ، فالعقل لا يصغي إلى إنكار الوصيّة مهما بلغ الإنكار ، وأيّاً كان منكره.

__________________

١ ـ المائدة : ٣.