قال : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت ولأنّي لأحدثهم سنّاً ، وأرمصهم عيناً ، وأعظمهم بطناً ، وأخمشهم ساقاً : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتى فقال : ( إن هذا أخي وكذا وكذا ، فاسمعوا له وأطيعوا ). قال : فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أنّ تسمع لابنك وتطيع (١).
وفـي مسند أحمد ما هذا نصّه :
حدّثنا عبد الله ، ثنا أبي ، ثنا أسود بن عامر ، ثنا شريك عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي رضي الله عنه قال : لمّا نزلت هذه الآية ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين ) ، قال : ( جمع النبي صلىاللهعليهوسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا. قال : فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنّة ، ويكون خليفتي في أهلي ، فقال رجل لم يسمّه شريك : يارسول الله أنت كنت بحراً من يقوم بهذا؟ قال : ثمّ قال الآخر : قال : فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي رضي الله عنه : أنا ) (٢).
ونصّ ماجاء في تاريخ الطبري :
( حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا سلمة قال : حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفّار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الله بن عباس ، عن علي بن أبى طالب قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين ) ، دعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لي : يا علي إنّ الله أمرني
__________________
١ ـ السيرة النبوية لابن كثير ، ج ١ص ٤٥٧.
٢ ـ مسند أحمد ، ج ١ ، ص ١١١.