بالمدينة ، فقال : أتخلّفني على النساء والصبيان؟ فقال : أما ترضى أنّ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى حين قال له : اخلفني في قومي وأصلح. فقال الله : ( وأولي الأمر منكم ) قال : علي بن أبي طالب ولاّه الله الأمر بعد محمّد في حياته حين خلّفه رسول الله بالمدينة ، فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه ).
عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ، أنّه سأله عن قول الله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) قال : نزلت في علي بن أبى طالب. قلت : إنّ الناس يقولون : فما منعه أنّ يسمّي علياً وأهل بيته في كتابه؟ فقال أبو جعفر : قولوا لهم : إنّ الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسم ثلاثاً ولا أربعاً حتّى كان رسول الله هو الذي فسّر ذلك ، وأنزل الحج فلم ينزل طوفوا سبعاً حتّى فسّر ذلك لهم رسول الله. وأنزل : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فنزلت في علي والحسن والحسين ، وقال رسول الله ( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي إنّي سألت الله أنّ لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك ).
عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : ( لما نزل رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) الجرف لحقه علي بن أبي طالب يحمل سلاحاً ، فقال : يا رسول الله ، خلفتني عنك ولم أتخلّف عن غزوة قبلها ، وقد أرجف المنافقون بى إنّك خلّفتني لما استثقلتني!! قال سعد : فسمعت رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) يقول : يا علي ، أما ترضى أنّ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ) (١).
__________________
١ ـ شواهد التنزيل ١ : ١٨٩ ـ ١٩٢.