غضباناً محمّراً وجهه ، فقال : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي وغيرهم إلّا خرج من الإيمان ، وإنّه مع الحق والحق معه. أتذكرين هذا؟ قالت : نعم.
قالت : ويوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس [ له ] حيساً وكان يعجبه فرفع رأسه إليّ فقال : يا بنت أبي أمية أعيذك بالله أنّ تكوني منبحة كلاب الحوأب ، وأنت يومئذٍ ناكبة عن الصراط ، فرفعت يدي من الحيس فقلت : أعوذ بالله وبرسوله من ذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ إحداكن يفعل هذا.
أتذكرين هذا؟ قالت : نعم.
قالت : ويوم كنّا أزواج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيت حفصة بنت عمر فتبدّلنا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولبست كلّ امرأة منّا ثياب صاحبتها ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى جلس إلى جنبك وكنت تعجبينه فقال ـ وضرب بيده على ظهرك ـ : أترين يا حميراء أنّي لا أعرفك أنّ لأمّتي منك يوماً مرّاً. أتذكرين هذا؟ قالت : نعم.
قالت : ويوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض أسفاره وكان علي يتعاهد ثياب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونعله ، فإذا رأى ثوبه قد توسّخ غسله ، وإذا رأى نعله قد نقبت أو رثّت خصفها ، فأقبل علي يوماً فأخذ نعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخصفها في ظل سمرة ، فأقبل أبوك وعمر فاستأذنا ، فقمنا إلى الحجاب فدخلا ، ثمّ قالا : يا رسول الله ، إنّا والله ما ندري ما قدر ما تصحبنا ، أفلا تعلمنا خليفتك فينا فيكون مفزعنا إليه؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما أنّي قد أرى مكانه ولو فعلت لنفرتم عنه كما نفرت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران.